بيان المنصة عن الحرب على غزة

أظهرت حرب الإبادة على غزة منذ انتهاء عملية “طوفان الأقصى” نموذجين إنسانيين متناقضين:

نموذج عالم نما وترعرع على الاستعمار والاستيطان والعنصرية والاستقواء والاستباحة والانتهاكات والتجاوزات وجرائم الحرب والمذابح والمجازر، ونموذج آخر نقيض له وقد وقع العالم ضحيته مرّات عدّة عبر التاريخ، هو نموذج يتوق إلى السلام والحرية والاستقلال والعدالة والحقّ والمساواة والتنوّع والتكامل والمواطنة والإنسانية والأمان والعيش الكريم.

إنّ هذا النموذج الحضاري التوّاق الى الحرية هو ما يجمعنا بغزة اليوم وهو يتلاقى مع روابط التاريخ والجغرافيا والتراث، ويمتدّ إلى روابط الانتماء الخالص للوطن والولاء له والهوية الوطنية.

إنّ حرب غزة اليوم تفتح باب العبور نحو فكرة المواطن والمواطنة الحقيقية في هذا المشرق الحاضن للتنوّع.

مع حرب غزة، سقطت أقنعة المؤسسات الأممية وانكشفت شعاراتها الكاذبة وازدواجية معاييرها والكيل بمكيالين، متناسيةً القوانين والأعراف الدولية ومواثيق حقوق الإنسان التي ينبغي بها أصلاً أن تلتزم بتطبيقها.

حانَ الوقت لنبدأ معركة التحرّر النهائي من إرث الاستعمار الغربي والاستعباد، لبناء المواطن ووطن المؤسسات والقوانين المستلهَمة من جذور حضارتنا المتنوعة.